تاريخ امتد منذ عام 1920 والى الآن

كان السوق المحلي متعطشًا للشاي الثقيل الغني بالنكهة الذي أطلقه الأخوان باعشن  مع استيراد الشاي السيلاني ذو الأوراق الطويلة. يأتي الشاي محتفظاً بنضارته ونكهته نتيجة لتعبئته في صناديق خشبية في بلد المنشأ وينقل عبر المحيط الهندي ليصل إلى ما يعرف حالياً بالمملكة العربية السعودية. ظهر أبو جبل لأول مرة في شبه الجزيرة العربية عام 1920مطابقاً لاسمه ونموذجاُ للمنتجات الموجودة في ذلك الوقت. وخلال الثلاثون عامًا التالية، اكتسب أبو جبل شهرة واسعة بين محبي الشاي السعوديين لدرجة أن المستوردين الآخرين بدأوا بوضع اسم العلامة التجارية بشكل مخادع على منتجاتهم، على أمل خداع المستهلكين لشراء الشاي الخاص بهم. في ذاك الوقت كانت حماية العلامات التجارية مفهومًا غير معروف، لكن في عام 1954 قامت عائلة باعشن بتسجيل علامة أبو جبل لدى السلطات السعودية، مما وضع حدًا لأي ارتباك قد يظهر نتيجة للمنافسة عديمة الضمير. وفي نفس العام 1954 تم تسجيل علامة سكر النحلة. وبعد مضي ثلاث سنوات، في 11 أبريل 1957 تم تسجيل الشركة العائلية رسميًا لدى السلطات السعودية تحت اسم شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه
قبل بضع سنوات من التسجيل الرسمي لشركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه، تأسست الغرفة التجارية الصناعية بجدة  عام 1946 بموجب مرسوم ملكي. وكان أحمد محمد صالح باعشن أحد الأعضاء المؤسسين للغرفة التجارية وشغل منصب رئيس مجلس الإدارة خلال بدايتها، وظل عضوًا نشطًا طوال فترة حياته. وحاليا توجد قاعة في مقر الغرفة التجارية الصناعية بجدة تحمل اسمه
يعد منزل عائلة باعشن، أحد القصور المرجانية القديمة في وسط مدينة جدة، حيث كان يأوي أجيال من العائلة في طوابقه الثلاثة العليا. مع مرور الوقت تم التخلي عن المنزل في وسط المدينة “منطقة البلد” لسنوات عديدة، شأنه في ذلك شأن منازل الكثير من العائلات التجارية الأخرى. ومع ذلك، فقد دأبت الأسرة على صيانة المنزل بحيث لا يزال يعكس جمال وعظمة حي جدة التاريخي. اليوم، مع عمليات التجديد التي شملت وسط المدينة، تكاملت جهود الأسرة مع أعمال البلدية لتجديد المنطقة التاريخية على أمل أن يتم الاعتراف بها كموقع تراث لليونسكو
في الوقت الذي أصبحت شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه شركة توصية، ابتكر الأخوين مزيجًا خاصًا من الشاي السيلاني الذي كانا يقدمانه للعائلة والأصدقاء فقط. ويذكر أن المزيج الجديد نال إعجاب الكثيرين لدرجة أنهم شجعوا الأخوين على تسويقه وعرضه على الجمهور. استجاب الأخوين للطلب وكانت تلك بداية ميلاد شاي ربيع، الذي يضم اليوم أكبر مجموعة متنوعة من الشاي تحت اسم علامة تجارية واحدة في المملكة العربية السعودية.كانت المملكة العربية السعودية في أواخر القرن التاسع عشر مكانًا مختلفًا تمامًا عما هي عليه في الخمسينيات، حيث كانت بعيدة كل البعد عن البيئة التجارية والاجتماعية والثقافية التي تطورت خلال النصف الثاني من القرن العشرين. كل شيء في المملكة كان يمر بتغير هائل، بدءًا من النقل إلى عادات الأكل. لقد بدأت بيئة الأعمال، التي كانت مواتية للشركات العائلية منذ فترة طويلة، في طرح تحديات تتطلب التفكير بطرق جديدة لمسايرة النهج الجديد للمستهلكين
تمثلت مهمة شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه في مواجهة تلك التحديات دون التضحية برسالة الشركة طويلة المدى التي تتلخص في الحفاظ على ثقة المستهلكين السعوديين من خلال تقديم منتجات عالية الجودة. هذه المعادلة البسيطة حققت النجاح لكل من المستهلكين والشركة
مواجهة هذه التحديات يتطلب تطوير من شركة عائلية إلى كيان تجاري متقدم ومتكامل رأسياً يتبنى أساليب التجارة الحديثة والابتكار في الإنتاج وهيكل الشركة، وتطوير داخلي للعلامات التجارية يلبي احتياجات المستهلك. وكانت ذلك بمثابة حجر الزاوية لشركة عازمة على التحكم في مصيرها وهي تمارس نشاطها في بيئة أعمال دائمة التغير. هذه لمحة عن شركة أحمد محمد صالح باعشن وشركاه